نهاية فصل تحمل بداية جديدة في مدرسة "يني"
نهاية فصل تحمل بداية جديدة في مدرسة "يني"
أنهى معلّمو مدرسة "يني" الثّانويّة اليوم، فصلهم الأوّل وهم مثقلون بحزن عميق، فهم ينهون فصلهم لأوّل مرّة بدون زميلتهم الرّاحلة عن الحياة الدّنيا، الباقية في القلوب حتّى أخر الدّنيا، بشرى مينا سلوم، ولذلك كان هذا اليوم يومًا عاديًّا في حياة المدرسة، حيث انتظم فيه الدّوام الذي توزّع بين امتحانات لعدد من الصّفوف، في بعض المواضيع، وتعليم حصص في المدرسة لعدد من الفرق، وتعليم عن بعض لبعض الفرق الأخرى.
ولكنّ ما أفرح المعلّمين، وعزّز في نفوسهم الأمل، وأطلق في وجدانهم التّفاؤل الجميل والطّموح، هو اختيار هذا اليوم ليكون للاحتفاء بالعودة المنظّمة للمعلّمة هدير أبو شنب، هذه المعلّمة التي تحوّلت إلى نموذج يحتذى بالإصرار على مواجهة المرض، مهما اشتدّ في هجومه، هذا النّموذج الذي لا يتنازل عن القيام بالعمل إلى جانب العلاج، وعن القيام بالمسؤوليّات الاجتماعيّة الأساسيّة، حتّى في أحلك الظّروف.
المعلّمة هدير أبو شنب، معلّمة لموضوع المدنيّات في مدرسة "يني" الثّانويّة للسّنة الثّالثة على التّوالي، حيث انتقلت للتّعليم من مدرسة أخرى، وهي صاحبة تجربة تعليميّة غنيّة، وهي تتمتّع بشخصيّة تربويّة فطريّة، وهي تتميّز بأسلوبها الإنسانيّ الرّاقي الذي ينضح بالقيم العالية، وقد بنت مع طلّابها علاقات تربويّة عميقة فأحبّها طلّابها، وقدّرها زملاؤها المعلّمون، واعتزّ بها أولياء أمور الطّلّاب.
لقد واجهت المعلّمة هدير أبو شنب في العام الدّراسيّ الماضي، مرض السّرطان بكلّ شجاعة، وثقة، وتفاؤل، وثابرت على العلاج، دون أن تتنازل عن تعليمها وعن عملها، حتّى أنهت تعليمها الجامعيّ، فحصلت على اللّقب الثّاني في العلوم السّياسيّة، وقلّما تركت دوامها إلّا في حالات الضّرورة القصوى، وها هي تعود، في هذا الفصل من العام الدّراسي الجاري لتثبّت دوامها العاديّ بابتسامة الفائز، وهدوء المتحكّم في حياتِه، واضعة أهدافًا جديدة في حياة الكفاح التي تخوضها.
لقد قدّمت اليوم المعلّمة هدير أبو شنب إفطارًا للمعلّمين بفرح كبير لزملائها تشكرهم على وقوفهم إلى جانبها، وتشدّد العزم على مواصلة تأدية رسالتها بينهم، فحوّلت الزّمن الحزين الثّقيل في المدرسة إلى زمن يطغى عليه فرح البداية الجديدة المبشّرة بالخير، والحبلى بالأيام الجميلة التي ينتظرها الجميع بفارغ الصّبر.
وقف مدير المدرسة، الأستاذ ميخائيل خوري، بين الزّملاء في ساحة المدرسة، وبارك عودة الزّميلة الرّائعة والشّجاعة هدير أبو شنب، وعبّر باسم جميع المعلّمين والمعلّمات عن السّرور البهيج الذي ملأ قلوب الجميع بوجود المعلّمة هدير الدّائم في المدرسة، المعلّمة التي تتمنّاها كلّ مدرسة. كما وعدّد الأستاذ ميخائيل بعض صفات هذه الزميلة التي يتباهى بها كلّ مدير فهي تغني الثّروة البشريّة في الطّاقم التّعليميّ، وهي ترفع من المستوى التّربويّ في المدرسة. كما أعلن أنّ ما تمثّله المعلّمة هدير هو نموذج تربويّ حيّ نستلهم منه طرق مواجهة الصّعاب والتغلّب عليها، مهما عظمت.
وتحدّث الشّيخ فاروق صفيّة، عضو الهيئة التّدريسيّة، فشكر المعلّمة هدير على ما تمثّله بشكل عام، وعلى ما قدّمته اليوم بشكل خاص، وقدّم التّهاني للمحتفلين بعيد الميلاد المجيد، ورأس السّنة الميلاديّة المباركة، وتمنّى للجميع عطلة سالمة وآمنة تكلّلها الصّحّة، وتفوح من بين ثنايا أيامها هدأة البال.
وقامت لجنة المعلّمين في المدرسة بتقديم هدية لكلّ معلّم، بمناسبة انتهاء الفصل والأعياد القادمة، وبهذا تقول المعلّمة جولييت لاذقاني، عضو لجنة المعلّمين: "كنّا نودّ أن ينتهي الفصل الدّراسيّ الأوّل ونحن في حال أفضل، ولكنّنا نعمل بين زملاء يعرفون أن يصنعوا التّفاؤل الذي يشحن النّفوس بالرّوح الإيجابيّة، ويدفع الإنسان إلى العطاء بسخاء، وهذا هو الاحتفال الحقيقيّ الذي تجلّى اليوم في المدرسة بجوهره لا بمظهره، وكلّ عام والجميع بصحّة، وهدأة بال، وخير".
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم
تعليقات